نقد : عباس باني المالكي - العراق
حين نعطي البعد التأويلي لأي نص أدبي سواء كان شعرا أو قصة علينا نحدد السمات المشتركة في النصوص أو الشخوص التي تحدث الروي في القصص ، لأن هذا يعطينا القدرة النقدية على أحداث الوعي المعرفي للشاعر أو القاص و تبيان المنهجية السردية لديه من خلال الكتابة ، و نبحث عن الدلالات التي تظهر في هذه النصوص ، لتناولي النقدي للمجموعة القصصية ( بئر برهوت) للقاص والشاعر جابر محمد جابر، لهذا علينا أن نكتشف اللعبة السردية القصصية للقصة القصيرة والزمن المروي لقصص ، وكيف حقق القاص هنا حالة الجذب الذهني الإدراكي الإيحائي لكل رموزه التي أراد أن يقولها من خلال شخوص هذه المجموعة وما أستطاع أن يحقق من بعد تخيلي لأحداث في مشهدية الأحداث التي تجمع تسلسل السرد المحكي ضمن شخوصها ، التي تبين التداعي الذهني في فكرة كل حدث ضمن الأحداث القصص التي تعتمد على المجهولية في المكان والزمان وضمن تسلسل المعنوي الظاهري لأنها تعتمد على الروي الداخلي المنعكس على الحدث الخارجي ،وما يحدث التميز ما بين الأحداث ضمن هذه المجموعة ، أي : لكي يمتلك اللعبة السردية ضمن شخوصها ، و تبين كيفية التحكم فيهم لكي لا ينفلت منه ترتيب المعنى الدلالي لكل شخص من هذه الشخوص ، لأن كل القاص يقوم برسم البعد السيكولوجي الفهمي أو النفسي الحواري لكل حدث تعبيري من خلال شخوصه ، لحوارية الحدث بين السردية القصصية والحدث التأثيري لبناء الحدث الداخلي لشخوص القصص ، ومن خلال تبيان الدلالات المهيمنة على لغة السرد ، نجد أن القاص قد أعطى للحوار الداخلي أبعاد إنسانية ضمنت رؤيا تحكمية استبداليه عالية الصور بالفكرية الإيجابية ، لكي ليجعل من لغة السرد هي اللغة التي تحكم الدلالات المنهجية دون الوقوع في خلق الأحداث التي لا تعطي التفسير الذي يضمن الأبعاد الصورية للحدث الداخلي الذي يبنى عليه الحوار السردي ، أي أنه أعطى الوعي الكامل لهذه الشخوص من خلال التقارب الذهني الأبستمولوجيا ، و أرتقي بمستوى التعبير المروي من اجل ان تعطي الأبعاد 1- نسق السرد لهذه الشخوص 2- نسق الحياة التي تعيشها 3- ونسق الفعل التي تقوم به . فالقاص يحاول أن يعطي الأبعاد الإنسانية والنفسية ضمن التجربة الزمانية التكوينية( الحدث ) والزمنية هنا هي ضمن التكوين اليومي الذي يهيمن عليه الحدث التاريخي أو اليومي التي تعطي السلوكي الفردي تجاه مصيرها في الحياة ...
1- المعالجات الدرامية
القاص يحاول أن يرتقي بشخوص قصصه الى مستوى الرمز لكي ينضج حوارها الداخلي ، ليبين نظرته التعريفة لكل الحالات التي تمر على أبطال هذه القصص ، أي : أنه وضع المعالجات الدرامية لكي يتصاعد النضج الإدراكي داخل هذه الشخوص لكي يكون صوتها عبارة عن تلميح لمعاناتها من خلال التعبير الارتباطي والتعبير هنا هو الذي يرتبط مع الحوار الداخلي ضمن التأثير النفسي الانعكاسي وهذا يعتمد على البناء الرمزي للقصص وخواصها اللغوية الأسلوبية من أجل إعطاء التجربة المعيشة ومن دون السقوط في التبسيط المخل الذي يفقد النضج المروي لشخوص القصص وهذا ما نجده في قصة(معطف الحقيقة )ص8 حيث نجد في القصة المعطف هو التعبير الكلي عن المكان المرتبط بالحالة النفسية لراوي هذه القصة ، وكما يقول هنا ( إلا أنها ...كانت تصر مثل كل مرة ، على مقارعة الوجع اللامرئي ، وهي غالبا ما تترك معطف الحقيقة في غرفتي وتغادر بلا ذنوب ) وما يتشعب المعنى الدلالي المخفي داخل ذات هذا الراوي ليعطينا حالة التأويل الدلالي لحالة العجر الكلي بالإتيان بالفعل الأيروسي ، وتبقى حالة اللقاء طاهرة من دون ذنوب ، وهي تشعبات نفسيه تترك أثرها التنظيري لما يريد أن يقوله من خلال هذه القصة ، فليس كل لقاء يؤدي بشكل حتمي الى الفعل الجسدي ، طالما هناك وجع مخفي لا يستطيع أن يتجاوزه ، لكنها تبقى الحقيقة الثابتة في الارتباط بينهما ، لهذا تبقى اللحظات التي تجمعهما خالية من الذنوب لطهارة المكان رغم الرغبة المكبوتة داخله لأنها لا تعيش الأوهام ولا تقرأ ما سوف يأتي لهذا تبقى لحظة اللقاء لقاء الأحلام رغم الحقيقة الجودية داخله اتجاهها ( انتزعتها من أحلام سقطت قبل سقوط المطر )والمطر هو الكشف الحقيقي بعدم حدوث أي لقاء يؤدي الى الذنوب أي: هو رمز طاهرة اللقاء بينهما .
واستطاع القاص جابر محمد جابر أن يمثل الشخص الأخر في كل قصصه ضمن هذه المجموعة ، وبهذا حقق الحضور الخفي للتحدث باسم هذا شخص ، وبنى السرد الاختزالي لكل لشخوصه التي تنوعت في معاناتها بالحياة ضمن الحدث المكاني و الزماني أي أبعد القاص حالة التشابه في كل معانيه التي توزعت قصصه أي : أستطاع أن يخلق شخوص القصص باستقلالية تامه ،من ناحية المعاناة والنضج المروي في طرح الأحداث القصصية برمزية عالية الاختزال والتروي ومن دون أن يربك المشهد القصصي في قصص المجموعة .
تعليقات
إرسال تعليق