خليل إبراهيم الحلي / سدني - أستراليا
مدن عانت من الحروب العبثية في زمن
النظام السابق الويلات والحروب والفقر والأوجاع وقدمت الالاف من شبابها ضحية لتلك
السياسات الهوجاء مثل مدينتي العمارة ومدينة البصرة ...
أدَمت قمصانها من قبل..
لا نار بموقدها...
لا سامر يؤنس.
وحشتها.
لا نجمة تحرسها..
لا ظلَ نشيد يعزف لحن
مواجعها ...
ها أنت تجيء بلا
فرس
تبحر في ماء
مواسمها
وتعيد سماء
هاربة نحو الأفق
الأفق أنا..
وأنا النهار المرسوم علي شباك مراثيها
قمر مطعون
قمر
يتدفأ بنار الحزن في أرصفة
النسيان
قمر
يطلع من خاصرة البحر
والبحر بعيد
بعد الأجيال
مدن شاخت
مدن تمشي فوق الماء
فلمن تبقيني
أيتها المدن المنقوشة فوق
دمي ..
لسراب أتبعه
أم موت يتبعني.
وأعد خطاه على
قلق
فغيومه سَكرى
لا تحمل غير أنين زمان
ورياحهُ تسرق
لون البحر..
فتمهل يا هذا الراكض في التيه..
فعسى الموج
الهائج يرافقك في الصحوِ...
عادت خيلكَ .
تعبى..
ما عدتُ تواصل ذاك البوح
غرقت سفني..
ليست هذي مدني..
مدني رحلت
وقصائدي ذبلت
ومضيت الى مدن
أخرى
مدنًا لا تعرف معنى
النواح..
قمْ واخلع حزنك
قبل أن تطرق باب البيت
فالشمس على أعتابك
تدنو..
ورحيلك
يهطل بالمطر المر..
مات البحر...
والآن يموت
الليل على وجع
البلوى
وخرائبهِ انطفأت فيها
شمس الذكرى
أطلال قصائدك
الاولى....
مازالت شاخصة
تبكي الريح..
مازال الليل
هو الليل الموجع
وأنا أنزف كبحر جريح .
موقع ميشانيون
تعليقات
إرسال تعليق