بقلم / رجب الشيخ
المقدمةإن النصوص المتميزة في مجمل كتابات الشاعر تميل إلى الجانب الجمالي وبشكل قريب جدا من خلال الطرح والاسلوبية الفذة وكيفية التعامل الصوري الخيالي والانفعالي لنقل ما يعتري فكره من تطوير الجوانب المتعلقة بهذه الطريقة الإبداعية المتفردة وبأسلوب تقني يرتقي إلى وجدان المتلقي من خلال الفعل المؤثر على رسم الصورة الشعرية التي تكون قريبة جدا لسلوكياته وتصرفاته والحرص الملتزم بتصوير الجانب الحسي حيث أن الشاعر له اهتمامات أخرى بالرسم والتشكيل وهذا يشكل التقارب الذهني بين رسم الحرف والصورة الشعرية معتمدا على الألفاظ والعبارات التي جاءت بشكل انساق جديدة قريبة للمفاهيم التكوينية للمبنى الجديد في ظل هيمنة الذات على مجريات البناء التركيبي بشيء من جزالة اللفظ والمعنى ، وهذا المعنى ، يقودنا الى ان وجود الصورة الشعرية و فخامة اللغة واستعاراتها و المختفية في بواطن المبتغى والصادرة من مصدر واحد ، والذي يمثل اسلوبية الشاعر ورغبته العارمة بإيجاد الصورة الجديدة التي تعتمد على هيكلة النص ضمن ما يراه مناسبا لزج أفكاره التعبيرية ضمن تجليات نفسية واظهار الجانب المعنوي والجمالي ..
المدخل ..
هنا أكد على الاعتماد على التركيب اللغوي في وضع الدلالات داخل النص بشكل أكثر واقعية أو موضوعية .. ولبيان القيمة المعرفية استطاع أن يرمم الجملة بشيء من الاهتمام المعرفي في خضم تلك الثورة من الكلمات بالصورة المدهشة لتلك الأسلوبية ضمن بنيوية متكاملة والاهتمام بالجانب الجمالي لصياغة الحدث بشكل رشيق بانساق جامعة للصورة الشعرية باعتبار الأسلوبية منهجا راقيا في التعامل الإبداعي العام، كما أن الشاعر اعتمد على الجملة القصيرة المتراصة بكثافة الحرف وقيمة المعنى الحقيقي والتوغل في عملية البناء الحقيقي في صياغة القصيدة الممتلئة بجمالية الدهشة المثيرة ، معتمدا عل خبرته اللغوية والبلاغية و التي أثمرت نصوص لها أثر كبير على الساحة الثقافية والفكرية ...
كما جاء في نصه
من قبل عشرين قلنا يامنى أحترقي
فصرت عبأ ثقيلا مابقيت بقي
**
من قبل عشرين كان الحب يشطرني
نصفين حتى كأني غير ملتصق
**
نصف به ماجن مستهتر شره
وأخر فيه شيخ مؤمن وتقي
**
وصرت أشكوا انقساما لاانقطاع له
حتى رأيت ألتقى يعلوا على ألحمق
والمعروف إن لكل شاعر مبدع تجربته الخاصة في الوصول الى الحالة التي تتميز فيها رؤياه ، وهذا ما حقق مفهوم جدلي مشحونا بفاعلية الحدث واخضاعه للتعبير الحر في اغنى تجربة وجمال ابداعي فني وإنساني لجوانب خفية معززة في الصيغة الوجدانية والحسية لذلك اجد في نصوص الشاعر ملامح في الجدال الفلسفي التي لا تنحصر في موضوع او فكرة معينة ينطلق خارج حدود التشكيل الفكري الرتيب ، وهذا الربط الجدلي يشكل ابداع ادبي آخر من ضربات الدهشة وانتَ تتسأل مع نفسكَ ويأخذ مداه في الخيال وكأنما تحاور ذاتك بين جدل ونقاش ذهني في مؤشر تصاعدي عندما تريد تفسير كل نص من نصوص الشاعر في ملتقى تجاوز فلسفي في طبائع الاشياء حينما يغوص في عمق المفردة ضمن التلاحق الجدلي الفكري نَسقاً صادر عن التأملات في الفكرة.
تعليقات
إرسال تعليق