الى القاصّ (سلام نوري)
شعر : حامد عبدالحسين حميدي
قبلَ مثواه الأخير
كانَ يفكّر بــ (الخروج إلى الدوامة)*
والإمساك بالحلمِ الصّغير
حلمٌ : أنّ الأرضَ ستورثه شبراً واحداً
كي يبني بيته فوقَ الرّيح
تلك الرّيح التي أخذتْه حينما شَكا حاله
لله ..
القصّاصونَ ، أنبياءٌ يحرسونَ بواباتِ ميشان
و(خلف سبعة أبواب)*
يرسمونَ ضحكاتِهم على خشبة (الناووس)* وحبكةِ الأحداث ،
ويسيرونَ مع الشّخصياتِ المركّبة
إنّهم يملكونَ أشرعةً مجنّحة
لكنّهم لا يبيعونَها للطارئينَ
وحدُهم يحدّدون مَسارَ ذلك النّجمِ ،
الذي يحملُهم - كلَّ مساءٍ - على بساطِ الرّيح
عندَ حافاتِ الهُورِ المُتْخَمِ
بأسماكِ البنّي والشّبوط والكَطان والطابك
هناكَ يفرغونَ كلَّ أحلامِهم
في (الزّمن الحافي)*
وهم يسرقونَ مِنَ المشحوفِ أجملَ ذاكرةٍ
ويضيئونَها بحدقةِ العيُون ..
ليسوا مترفينَ ...
يا اللهُ ...إنّهم أنبياؤُكَ ، الذينَ وعدْتَهم
بـ ( جنّة عرضُها السمواتُ والأرض )
أنبياؤك البُسطاءُ الذينَ يأكلونَ رغيفَ اليأسِ
ويفترشونَ الأرضَ ويلتحفونَ السَّماءَ
بعدمَا طعنَهم سَوطُ الضّياع ِ
في وطنٍ قِيلَ إنّه : ( يقظة آرام )* .
..........................................
* مؤلفات (القاصّ والروائي سلام نوري)
تعليقات
إرسال تعليق