عبدالهادي الزعر - العراق
أستمرت الحرب الاهلية الدامية بين الحرس الاحمر وفرسان الدون البيض إحدى عشرة عاما
أحداث جياشة وفاجعة أبطالها شبيهون بسهوب الاستبس التى يشقها نهر الدون حيث العالم المترامى شاسع الارجاء تغطيه الثلوج تارةً ويحرقه الصهد والحر طوراً وتمتد فيه البرارى الشاسعة الموحشة على مد النظر-
دونّ كل صغيرةٍ وكبيرةٍ فى نفوس ساكنى الدون لم تفته أى شاردةٍ أو واردة إلا عرّج عليها ووفاها ماتستحق
ملحمة الدون كتبها شولوخوف فى أربعة أجزاء وتقع بنحو ثلاثة اّلاف صفحة هى قصة شعب القوزاق المقاتل العنيد والمرح المتفائل أيضا -
أستمرت من 1912 الى 1923 سجل فيها كل شىء بالاخص مركز "" تتراسكى "" هموم أهلها أغانيهم أفراحهم لهوهم شربهم ثرثراتهم ونزواتهم -
كان شولوخوف صديقاً لخروشوف وصحبه الى نيويورك برحلته التاريخية ؛ أنتخب مراراً نائباً فى مجلس السوفييت الأعلى وكان عضواً فى الحزب الشيوعى منذ 1932وهو عنصر فاعل بحركة السلم العالمية ومن دعاتها -
حصل على جائزة لينين وجائزة ستالين له كتاب اّخر هو ( حراث الارض البكر ) لايقل أهميةً عن الدون
محور القصة تدور حول جريجورى ميلوخوف وعلاقته بحبيبته أكستيا وزوجته ناتاليا
أكثر الفقرات السردية يشوبها المرح والصدق كما فى هذا المقطع :
( وما أن سمع القوزاقى العجوز يشخر حتى ذهب اليها فى الحضيرة أفسحت له مكاناً بجانبها على فرو الخروف الوثير ونامت ؟ أحس برجلييها الخشنتين كمنجل حقل البرسيم كانت شفتاها جافتين تفوح منهما رائحة البصل ورائحةٍ منعشةٍ بجانبها لا تحديد لها -
نام جريجورى بين ذراعيها النحيلتين حتى الفجر كانت تضمه بقوة وعنف تتحسسه بلا ارتواء تعض شفتيه حتى أدمتهما تاركةً بعض العلامات الزرقاء على صدره وعنقه بفعل أسنانها التى تشبه أسنان القوارض )
يعتبر سرد شولوخوف أمتدادا لأولئك الافذاذ بوشكين وغوغول ودستوفسكى لما له من خصبة خيال وقابلية على أ لأنشطار والتوالد , ويذهب بعض النقاد الروس أن الدون الهادىء ملحمة شولوخوف لا تفترق عن ملحمة مارسيل بروست فى - الزمن الضائع - فكل له وقعه وزمنه -
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق